اختر قالباً

الأحد، 25 مارس 2012

القطة وشبح الموت ... قصة حقيقية



سقطت قطة في مكان عميق، ومر الليل كله وهي تصيح لعل أحدا ينقذها. مع اقتراب طلوع الشمس (بعد الفجر) كان صوتها قد انخفض كثيرا بسبب التعب، نظرت إليها فصاحت بصوت لم يعد يُسمع (يُفهم فقط من حركة فمها) وكأنها تطلب مني إنقاذها من الموت، لكن الوقت كان لا يسمح. بعد عودتي من العمل، نظرت في ذلك المكان العميق فوجدت القطة قد مدت قدميها
ونامت عليهما واستسلمت لشبح الموت، لقد ظنت أنه لا فرار من الموت. فناديت لصديق (جار) وطلبت منه أن نجد حلا لهذه القطة، فاقترح أن يضعها في سطل مستعينا ب"عصا طويلة"،
فنزل إلى الأسفل ليضع القطة في السطل، لكن عندما كان يقرب العصا من القطة التي كانت متمددة في الأرض، أدركت هذه الأخيرة أن شيئا قويا يهددها وربما ظنت أن الشخص يريد قتلها فرفعت رأسها وهي تهدده بصوتها ثم قفزت قفزة واحدة جعلتها تخرج من ذلك المكان


ماذا استفدت من هذه القصة التي تبدو جدا عادية وبسيطة؟
لولا الرغبة المشتعلة والدافع القوي للبثت القطة في ذلك المكان ولاستسلمت للموت
هل القطة كانت لديها طاقات وامكانيات أم لا؟ نعم
ما الذي جعلها تستسلم لشبح الموت؟ اعتقادها
ما الذي جعلها تستغل طاقاتها وامكانياتها وتعرف حقيقة نفسها؟ الرغبة المشتعلة والدافع القوي
خلاصة: لو أن القطة أدركت ما لديها لغيرت اعتقادها ولاستغلت طاقاتها دون حاجة لمن ينقدها. فالحل يوجد داخل القطة أما الشخص (صديقي) فلم يقدم لها عونا سوى أنه حرك إدراكها وأيقظ طاقاتها وغير اعتقادها. هذا الشخص (يعني الظروف) كان واقعا خارجيا لتأكيد الواقع الداخلي للقطة. فلتنظر إلى داخلك فهناك يوجد الحل وهناك توجد طاقات وأفكار وإمكانيات لا حدود لها فانزع عنها الغطاء (اعتقادك السلبي المبرمج من الماضي) وستزداد فرحتك واعتقادك الإيجابي بنفسك كلما اكتشفت أنك أصبحت فنانا في حل مشاكلك، ولا يجب أن تنتظر من سيأتي ليمد لك يد العون، لأنك أنت أدرى بداخلك من غيرك، فأنت جدير بالمسؤولية في تغيير نفسك على الأقل وأنت فنان لوحتك فلا تنتظر من ينثر الألوان على لوحتك

إرسال تعليق